للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لا تنبت شيئاً ولا ينتفع بها، إلا ما يقطع للأرحاء والبناء، ينقل إلى المدينة وما حواليها.

ثمّ إلى (الرّحضية (١)) قرية للأنصار وبني سليم، من نجد (٢)، وبها آبار عليها زروع كثيرة ونخيل. وحذاءها قرية أو أرض يقال لها (الحجر (٣))، وبها مياه عيون وآبار لبني سليم. وحذاءها جبيل ليس بالشامخ، يقال له (قنة الحجر (٤)).

وهناك واد عال يقال له (ذو رولان (٥)) لبني سليم، به قرى كثيرة تنبت النخيل، منها (قلهي (٦)) وهي قرية كبيرة، و (تقتد (٧)) قرية أيضاً.

وبينهما جبل يقال له (أديمة). وبأعلى هذا الوادي رياض تسمى (الفلاج) جامعة للناس أيام الربيع، وفيها مسك كثيرة (٨) يكتفون به صيفهم وربيعهم إذا


-
كانت تحل ذا ما الغيث صبحها … بطن الحلاءة فالأمرار فالسررا
(١) كذا ضبطها ياقوت. أما البكري فقد جعلها «الرحيضة» بهيئة مصغر (الرحضة). انظر ٦٤٥، ٨٧٤، ٩٠٨.
(٢) وكذا في ياقوت (القنة). البكري: «وهي من نجد».
(٣) بكسر الحاء، لكن ضبطت عند البكري (الحجر) بالتحريك، وهو خطأ.
(٤) فيها يقول الشاعر:
ألا ليت شعري هل تغيّرَ بعدنا … أروم فآرامٌ فشابةُ فالحضر
وهل تركت أبليَ سوادَ جبالها … وهل زالَ بعدي عن قنينته الحجر
(٥) في الأصل: «دورلان» تحريف، وصوابه من ياقوت في رسمه والزمخشري ٦٩. ويقال أيضا (ذو ورلان) بكسر الواو كما عند البكري ١٣٧٨، ٩٠٧. والورلان:
جمع ورل، بالتحريك، وهو دابة على خلقة الضب إلا أنه أعظم منه.
(٦) بفتح اللام، ياقوت والبكري ١٠٩٣. قال البكري في اشتقاقه: قال الأصمعي:
والعرب تقول: غدير قلهى، أي مملوء.
(٧) بفتح التاء الثانية وضمها، كما ذكر ياقوت؛ والضم للزمخشري فيما نقل ياقوت عنه، والبكري ٣١٧.
(٨) في الأصل: «مساك كثيرة»، تحريف صوابه من ياقوت في (تقتد)، وجاء في ياقوت (الفلاج): «مساك كبير» وهو إنما يريد الجمع، لأنه سيسرد فيما بعد أسماء غدران كثيرة، وقد سبق تفسير (المساك) في ص ٣٩٧ س ٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>