للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(الصّعبية (١)) وهي آبار ينزع عليها، وهو ماء عذب وأرض واسعة. وكانت بها عين يقال لها (النازية (٢)) بين بني خفاف وبين الأنصار، فتضاربوا (٣) فسدوها، وهي عين ماؤها عذب كثير، وقد قتل ناس بذلك السبب كثير، وطلبها سلطان البلد مراراً بالثمن (٤) الكثير فأبوا ذلك.

وفي أبلى مياه منها (بئر معونة) و (ذو ساعدة (٥)) و (جماجم) أو (حماحم) شك (٦) - و (الوسباء) وهذه لبني سليم، وهي قنان متصلة بعضها إلى بعض، قال فيها الشاعر:

ألا ليت شعري هل تغيّرَ بعدنا … أروم فآرامٌ فشابةُ والحضر (٧)

وهل تركت أبليَ سوادَ جبالها … [وهل زالَ بعدي عن قنينته الحجر] (٨)


(١) في الأصل: «الصعيدة»، صوابه من ياقوت في رسمها ورسم (السورة) وكذا القاموس (صعب) حيث يقول: «والصعبية: ماء لبنى خفاف».
(٢) قال البكري: «على لفظ فاعلة من نزا ينزو». ونزا ينزو: طفر ووثب.
(٣) قال الشيخ الفاضل تعليقا: «في وفاء الوفاء ج ٢ ص ٣٨٠: فتضاروا، وفي ياقوت:
فتضادوا، بالدال تصحيف. والأستاذ اختار كلمة تضاربوا كالأستاذ الميمنى، ولكني أرى فتضاروا أصوب». وأقول: إن كتابة الأصل تحتمل قراءتي وقراءته، فقد رسمت الكلمة «تضاربوا» ولكن وضع فوق الراء في الأصل ما يشبه الشدة وفوق الباء ضمة. ولا ريب أن التضارب ومعناه التنازع والاختلاف أدنى إلى قوة العبارة من «المضارة» بمعنى تبادل الصرر.
(٤) كلمة «بالثمن» ثابتة في الأصل. ولا أدرى كيف فاتت العلامة الميمنى فأثبتها زائدة على الأصل معتمدا على معجم ياقوت رسم (الصعبية) ومعجم ما استعجم ص ٦٠ وذكر مع ذلك أن «الأصل بياض» مع ثبوتها واضحة في الأصل.
(٥) ساعدة، هي في الأصل علم من أعلام الأسد.
(٦) رسمت هذه الكلمة في الأصل رسما رديئا بحيث يظنها القارئ من عبث القلم. لذلك لم أثبتها في النشرة الأولى، ولكني وجدت بعد عثورى هذه المرة على نشرة العلامة الميمنى أنه استطاع قراءتها وقال تعليقا عليها: «كذا بالشك من السكوني في معجم ياقوت ومعجم ما استعجم ٦٠، ٢٢٢٤٤».
(٧) ياقوت في رسم (أبلى): «فالحضر».
(٨) التكملة من ياقوت. وفي الأصل: «وهل تركت ليلى».

<<  <  ج: ص:  >  >>