وَأَنْشَدَ الْمُبَرِّدُ:
عَلَيْكَ بِإِقْلَالِ الزِّيَارَةِ إنَّهَا ... تَكُونُ إذَا دَامَتْ إلَى الْهَجْرِ مَسْلَكَا
فَإِنِّي رَأَيْت الْقَطْرَ يُسْأَمُ دَائِمًا ... وَيُسْأَلُ بِالْأَيْدِي إذَا هُوَ أَمْسَكَا
وَادَّعَى أَبُو بِشْرٍ الْبَنْدَنِيجِيُّ أَنَّ الْبَيْتَيْنِ لَهُ فِي شِعْرٍ طَوِيلٍ.
وَقَالَ أَبُو تَمَّامٍ:
وَطُولُ لِقَاءِ الْمَرْءِ فِي الْحَيِّ مُخْلِقٌ ... لِدِيبَاجَتَيْهِ فَاغْتَرِبْ تَتَجَدَّدْ
فَإِنِّي رَأَيْت الشَّمْسَ زِيدَتْ مَحَبَّةً ... عَلَى النَّاسِ أَنْ لَيْسَتْ عَلَيْهِمْ بِسَرْمَدِ
وَقَالَ ابْنُ وَكِيعٍ:
إنْ كَانَ قَدْ بَعُدَ اللِّقَاءُ فَوُدُّنَا ... بَاقٍ وَنَحْنُ عَلَى النَّوَى أَحْبَابُ
كَمْ قَاطِعٍ لِلْوَصْلِ يُؤْمَنُ وُدُّهُ ... وَمُوَاصِلٌ بِوِدَادِهِ مَنْ تَابَ
وَقَالَ الطَّائِيُّ:
وَلَئِنْ جَفَوْتُك فِي الْعِيَادَةِ إنَّنِي ... لِبَقَاءِ جِسْمِك فِي الدُّعَاءِ لَجَاهِدُ
وَلَرُبَّمَا تَرَكَ الْعِيَادَةَ مُشْفِقٌ ... وَطَوَى عَلَى غِلِّ الضَّمِيرِ الْعَائِدُ
وَلَهُ أَيْضًا:
ذُو الْفَضْلِ لَا يَسْلَمُ مِنْ قَدْحٍ ... وَإِنْ غَدَا أَقْوَمَ مِنْ قَدْحٍ
وَفِي نَوَادِرِ ابْنِ الصَّيْرَفِيِّ الْحَنْبَلِيِّ أَنْشَدُوا:
لَا تُضْجِرَنَّ عَلِيلًا فِي مُسَاءَلَةٍ ... إنَّ الْعِيَادَةَ يَوْمًا بَيْنَ يَوْمَيْنِ
بَلْ سَلْهُ عَنْ حَالِهِ وَادْعُ الْإِلَهَ لَهُ ... وَاجْلِسْ بِقَدْرِ فُوَاقٍ بَيْنَ حَلْبَيْنِ
مَنْ زَارَ غِبًّا أَخًا دَامَتْ مَوَدَّتُهُ ... وَكَانَ ذَاكَ صَلَاحًا لِلْخَلِيلَيْنِ