وَلَهُ أَيْضًا - رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى -:
إذَا الْفَتَى لَمْ يَكُنْ بِالْفِقْهِ مُشْتَغِلًا ... وَلَا الْحَدِيثِ وَلَا يَتْلُو الْكِتَابَ لَغَا
وَكُلُّ مَنْ أَهْمَلَ التَّقْوَى فَلَيْسَ لَهُ ... مِنْ حُرْمَةٍ بَالِغًا فِي الْعِلْمِ مَا بَلَغَا
وَلَيْسَ يَجْنِي مِنْ الْعِلْمِ الثِّمَارَ سِوَى ... مَنْ أَصْلُهُ فِي بَسَاتِينِ التُّقَى نَبَغَا
وَكُلُّ خِلٍّ صَفَا يَوْمٌ وَلِيتَ لَهُ ... يَبْغِي الصَّفَاءَ وَلَمْ يُعْطِ اللِّيَانَ بَغَا
وَلَهُ أَيْضًا فِي آدَابِ الْقِرَاءَةِ - رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى -:
تَدَبَّرْ كِتَابَ اللَّهِ يَنْفَعْك وَعْظُهُ ... فَإِنَّ كِتَابَ اللَّهِ أَبْلَغُ وَاعِظِ
وَبِالْعَيْنِ ثُمَّ الْقَلْبِ لَاحِظْهُ وَاعْتَبِرْ ... مَعَانِيَهُ فَهْوَ الْهُدَى لِلْمُلَاحِظِ
وَأَنْتَ إذَا أَتْقَنْت حِفْظَ حُرُوفِهِ ... فَكُنْ لِحُدُودِ اللَّهِ أَقْوَمَ حَافِظِ
وَلَا يَنْفَعُ التَّجْوِيدُ لَافِظَ حُكْمِهِ ... وَإِنْ كَانَ بِالْقُرْآنِ أَفْصَحَ لَافِظِ
وَيُعْرَفُ أَهْلُوهُ بِإِحْيَاءِ لَيْلِهِمْ ... وَصَوْمِ هَجِيرٍ لَاعِجِ الْحَرِّ قَائِظِ
وَغَضِّهِمْ الْأَبْصَارَ عَنْ مَأْثَمٍ ... يَجُرُّ بِتَحْرِيرِ الْعُيُونِ اللَّوَاحِظِ
وَكَظْمِهِمُو لِلْغَيْظِ عِنْدَ اسْتِعَارِهِ ... إذَا عَزَّ بَيْنَ النَّاسِ كَظْمُ الْمُغَايِظِ
وَأَخْلَاقُهُمْ مَحْمُودَةٌ إنْ خَبَرْتهَا ... فَلَيْسَتْ بِأَخْلَاقٍ فِظَاظٍ غَلَائِظِ
تَحَلَّوْا بِآدَابِ الْكِتَابِ وَأَحْسَنُوا ال ... تَفَكُّرَ فِي أَمْثَالِهِ وَالْمَوَاعِظِ
فَفَاضَتْ عَلَى الصَّبْرِ الْجَمِيلِ نُفُوسُهُمْ ... سَلَامٌ عَلَى تِلْكَ النُّفُوسِ الْفَوَائِظِ