فالحاصل أنّ مذهب السلف وأهل السنة والحديث أنّ هذا القرآن العربي المكتوب في المصاحف، المحفوظ في الصدور، المقروء بالألسنة هو كلام الله تعالى بألفاظه ومعانيه، تكلّم الله تعالى به حقيقة، وسمعه جبريل من الله، وسمعه النبي - صلى الله عليه وسلم - من جبريل، وسمعه المسلمون من نبيهم، ثم بلّغه بعضهم إلى بعض، وليس لأحد من الوسائط فيه إلا التبليغ بأفعاله وصوته، فالكلام كلام الباري والصوت صوت القارئ.
وإذا قرأه الناس بألسنتهم، أو كتبوه في المصاحف بأيديهم، أو حفظوه في صدورهم لم يخرج بذلك عن أن يكون كلام الله تعالى حقيقة, فإنّ الكلام إنما يضاف حقيقة إلى من قاله مبتدئًا لا إلى من قاله مبلغًا مؤديًا.