- وقال أبو الحسن الآمدي (المتوفى: ٦٣١ هـ): "فإنّا [أي: الأشاعرة والمعتزلة] مجمعون على أنّ القرآن الحقيقي ليس بمعجزة الرسول، وإنما الاختلاف في أمر وراءه، وهو أن ذلك القرآن الحقيقي ماذا هو؟
فنحن نقول: إنه المعنى القائم بالنفس ... على أن لا تنازع في أن ما جاء به الرسول من الحروف المنتظمة والأصوات المقطعة معجزة له، وأنه يسمى قرآنا وكلامًا، وأن ذلك ليس بقديم، وإنما النزاع في مدلول تلك العبارات هل هو صفة قديمة أزلية أم لا" (١).
- وقال الإمام القرافي (المتوفى: ٦٨٤ هـ): "فإن قلتَ: إذا قلنا بالحلف بصفات الله تعالى المعنوية كالعلم والكلام ونحوهما، فهل القرآن من هذا القبيل؟ وكذلك التوراة والإنجيل والزبور وسائر الكتب المنزلة؟ أم ليس كذلك؟
قلتُ: قال أبو حنيفة هذه الأشياء ليست منها وإن كان كلام الله تعالى النفسي منها؛ لاشتهار لفظ القرآن في الأصوات المسموعة عرفًا وأنه لا يفهم من إطلاق لفظ القرآن إلا هذه الأصوات والحروف، والأصوات والحروف مخلوقة فعند الإطلاق ينصرف اللفظ إليها، والحلف بالمخلوق منهي عنه. والمنهي عنه لا يوجب كفارة فلا يجب بالحلف بالقرآن كفارة وكذلك بقية الكتب ...
(١) غاية المرام في علم الكلام (ص: ١٠٧ - ١٠٨) المحقق: حسن محمود عبد اللطيف، الناشر: المجلس الأعلى للشئون الإسلامية - القاهرة.