للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال الحافظ ابن حجر: "قد صح عنه [أي: البخاري] أنه تبرّأ من هذا الإطلاق، فقال: كل من نقل عني أني قلت لفظي بالقرآن مخلوق فقد كذب عليّ، وإنما قلت: أفعال العباد مخلوقة.

أخرج ذلك غنجار في ترجمة البخاري من تاريخ بخارى بسند صحيح إلى محمد بن نصر المروزي الإمام المشهور أنه سمع البخاري يقول ذلك، ومن طريق أبي عمر وأحمد بن نصر النيسابوري الخفاف أنه سمع البخاري يقول ذلك" (١).

والسبب الذي جعل بعضهم يحكي عن الإمام البخاري أنه قال: لفظي بالقرآن مخلوق، أن الإمام البخاري سُئل عن اللفظ بالقرآن؟ فقال: "أفعالنا مخلوقة، وألفاظنا من أفعالنا"، ففهِم بعضُ من حضر مجلسه أنه يقول: لفظي بالقرآن مخلوق.

ففي تاريخ نيسابور للحاكم أن الإمام البخاري لما قدِم نيسابور ازدحم الناس عليه، حتى امتلأ السطح والدار، فلما كان اليوم الثاني أو الثالث، قام إليه رجل، فسأله عن اللفظ بالقرآن؟ فقال: أفعالنا مخلوقة، وألفاظنا من أفعالنا.


(١) فتح الباري (١٣/ ٥٣٥).

<<  <   >  >>