للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فالإمام البخاري بيّن مراده باللفظ وأنه هو فعل العبد، وهو مخلوق قطعًا، ولم يُرد باللفظ القرآن العربي، المنزل، المثبت في المصاحف، بل صرّح - كما في النص السابق - أنّ ذلك كلام الله ليس بمخلوق.

وبالتالي فالإمام البخاري لم يكن اعتقاده في اللفظ هو نفس اعتقاد اللفظية القائلين: ألفاظنا بالقرآن مخلوقة؛ إذ هم يقصدون باللفظ القرآن الذي جاء به جبريل، المؤلّف من الحروف العربية، المثبت في المصاحف، ويعتقدون أن ذلك مخلوق.

أما الإمام البخاري فيعتقد أنّ ذلك كلام الله غير مخلوق كما في النص السابق، وأقواله في أنّ القرآن العربي المنزل غير مخلوق كثيرة، من ذلك ما تقدم وما سيأتي قريبًا (١).

ومن ذلك قوله: "القرآن من أوله إلى آخره كلام اللَّه ليس شيء منه مخلوق، ومن قَالَ: إنه مخلوق أو شيء منه مخلوق فهو كافر" (٢).

ومن أراد الاستزادة فليرجع إلى كتابه خلق أفعال العباد، فقد صرّح فيه بأن القرآن المنزل غير مخلوق، وأنه من الله بدأ وإليه يعود، وأن الله تعالى يتكلم بصوت.


(١) انظر بعض أقوال الإمام البخاري في ذلك في الفقرة الآتية بعنوان: مراد من قال من أهل السنة: التلاوة غير المتلو.
(٢) طبقات الحنابلة (١/ ٢٧٩).

<<  <   >  >>