للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أقوال بعض أئمة وعلماء الأشاعرة

في أنّ القرآن الذي بين دفتي المصحف مخلوق، وأنّ الخلاف بينهم وبين المعتزلة إنما هو في إثبات الكلام النفسي ونفيه

هناك نصوص كثيرة لأئمة وعلماء الأشاعرة فيها التصريح بخلق القرآن العربي المنزل على نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم -، وأنهم متفقون مع المعتزلة في ذلك، وأنّ الخلاف بينهم وبين المعتزلة إنما هو في إثبات الكلام النفسي ونفيه، وسنقتصر هنا على إيراد بعض هذه النصوص من دون شرح وتوضيح؛ فهي أصرح من أن تُوضَّح، وأظهر من أن تُشرح.

- قال إمام الحرمين أبو المعالي الجويني (المتوفى: ٤٧٨ هـ) في معرض الردّ على المعتزلة: "فإنّ معنى قولهم [أي المعتزلة]: هذه العبارات كلام الله: أنها خَلْقُه، ونحن لا نمنع أنها خلق الله، ولكن نمتنع من تسمية خالق الكلام متكلمًا به، فقد أطبقنا على المعنى وتنازعنا بعد الاتفاق في تسميته" (١).

- وقال الإمام أبو حامد الغزالي (المتوفى: ٥٠٥ هـ): "فقد انكشف الغطاء ولاح وجود معنى هو مدلول اللفظ زائداً على ما عداه من المعاني، ونحن نسمي ذلك كلاماً وهو جنس مخالف للعلوم والإرادات والاعتقادات، وذلك لا يستحيل ثبوته لله تعالى، بل يجب ثبوته؛ فإنه نوع كلام، فإذًا هو المعني بالكلام القديم، وأما الحروف فهي حادثة، وهي دلالات على الكلام، والدليل غير المدلول، ولا يتصف بصفة المدلول، وإن كانت دلالته ذاتية كالعالَم فإنه حادث ويدل على صانع قديم، فمن أين يبعد أن تدل حروف حادثة على صفة قديمة" (٢).


(١) الإرشاد إلى قواطع الأدلة في أصول الاعتقاد (ص: ١١٧) تحقيق: أسعد تميم، مؤسسة الكتب الثقافية، ط/ الثالثة، ١٤١٦ هـ.
(٢) الاقتصاد في الاعتقاد (ص: ٧٠) وضع حواشيه: عبد الله محمد الخليلي، دار الكتب العلمية، بيروت - لبنان، ط/ الأولى، ١٤٢٤ هـ - ٢٠٠٤ م.

<<  <   >  >>