للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال الإمام عثمان بن سعيد الدارمي (المتوفى: ٢٨٠ هـ): "فهو [أي: القرآن] مع تصرفه في كل أحواله كلام الله غير مخلوق" (١).

وقال الإمام ابن جرير الطبري (المتوفى: ٣١٠ هـ): "غير جائزٍ أن يتحول كلامُ الله - عز وجل - مخلوقاً بقراءة قارئٍ، أو كتابة كاتبٍ، أو حفظ حافظٍ" (٢).

وقال أيضًا: "فأول ما نبدأ بالقول فيه من ذلك عندنا القرآن كلام الله وتنزيله، إذ كان من معاني توحيده، فالصواب من القول في ذلك عندنا أنه كلام الله غير مخلوق كيف كُتب، وحيث تُلي، وفي أي موضع قرئ، في السماء وُجد، وفي الأرض حيث حفظ، في اللوح المحفوظ كان مكتوبًا، وفي ألواح صبيان الكتاتيب مرسومًا في حجر نقش أو في ورق خط، أو في القلب حفظ، وبلسان لفظ ... يقول الله - عز وجل -: {بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ (٢١) فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ} [البروج:٢١ - ٢٢]، وقال وقوله الحق - عز وجل - {وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ} [التوبة:٦]، فأخبر جل ثناؤه أنه في اللوح المحفوظ مكتوب، وأنه من لسان محمد مسموع، وهو قرآن واحد، من محمد مسموع، في اللوح المحفوظ مكتوب، وكذلك هو في الصدور محفوظ، وبألسن الشيوخ والشباب متلو" (٣).


(١) نقض الإمام الدارمي على المريسي (١/ ٥٦٩) مكتبة الرشد للنشر والتوزيع، المحقق: رشيد بن حسن الألمعي، ط/ الأولى، ١٤١٨ هـ - ١٩٩٨ م.
(٢) التبصير في معالم الدين (ص: ١٥٠) المحقق: علي بن عبد العزيز الشبل، دار العاصمة، ط/ الأولى ١٤١٦ هـ - ١٩٩٦ م.
(٣) صريح السنة (ص: ١٨ - ١٩) تحقيق: بدر يوسف المعتوق، دار الخلفاء للكتاب الإسلامي- الكويت، ط/ الأولى، ١٤٠٥ هـ.

<<  <   >  >>