للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال عبد الله بن الإمام أحمد: "وكان أبي - رحمه الله - يكره أن يتكلم في اللفظ بشيء، أو يقال: مخلوق، أو غير مخلوق" (١).

وقال الإمام البخاري: "فأما ما احتج به الفريقان لمذهب أحمد ويدّعيه كلٌ لنفسه فليس بثابت كثير من أخبارهم، وربما لم يفهموا دقّة مذهبه، بل المعروف عن أحمد وأهل العلم أنّ كلام الله غير مخلوق، وما سواه مخلوق، وأنهم كرهوا البحث والتنقيب عن الأشياء الغامضة، وتجنبوا أهل الكلام، والخوض والتنازع إلا فيما جاء فيه العلم وبيّنه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - " (٢).

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: "كان الإمام أحمد بن حنبل وغيره من أئمة السنة يقولون: من قال اللفظ بالقرآن، أو لفظي بالقرآن مخلوق فهو جهمي، ومن قال: إنه غير مخلوق فهو مبتدع، وفي بعض الروايات عنه: من قال لفظي بالقرآن مخلوق يعني به القرآن فهو جهمي؛ لأنّ اللفظ يراد به مصدر لفظ يلفظ لفظًا، ومسمى هذا فعل العبد، وفعل العبد مخلوق.


(١) السنة لعبد الله بن أحمد (١/ ١٦٥ - ١٦٦).
(٢) خلق أفعال العباد (ص: ٦٢).

<<  <   >  >>