للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ولا ندخل - بعد أن عرفت نقطة الوفاق والخلاف - في شيء من المناقشة والجدال اللذين قاما حول هذا البحث، لاعتقادنا أن الخطب أيسر من ذلك، وإن كنا نعتقد ما ذهب إليه الجمهور من أن المعنى الذي هو مدلول العبارات اسمه الكلام النفسي، وأنه صفة زائدة على كل من صفتي العلم والإرادة، غير أن المعتزلة متفقون على كل مع الجمهور في ثبوت هذا المعنى لله تعالى، وأنه صفة قديمة قائمة بذاته، وإن لم يسموها مثلنا كلامًا. ومعظم ما تسمعه من الأصداء الرهيبة للخلاف التاريخي في هذه المسألة، إنما منشؤه الخلاف بين أحمد بن حنبل - رحمه الله - والفرق الأخرى كالجهمية والمعتزلة" (١).

وقال أيضًا: "وقد علمت أنهم [أي: المعتزلة والأشاعرة] جميعًا متفقون على أن ألفاظ القرآن حادثة، وأن معانيه قديمة، وأن خلافهم محصور فقط في تسمية المعنى القديم هل يسمى صفة الكلام أم يسمى صفة العلم والإرادة" (٢).

- وقال وهبي سليمان غاوجي: "قال علماء أصول الدين: إن الكلام ينقسم إلى قسمين: الأول: الكلام اللفظي، والثاني: الكلام النفسي.

فأما اللفظي فهو ذلك القرآن الكريم المنزل على سيدنا محمد، وكذا سائر الكتب المنزلة على الرسل - عليهم السلام -، ولا ريب في أن الكلام اللفظي مخلوق له تعالى.

وأما النفسي: فهو صفة قديمة زائدة على ذاته تعالى، ليست بحرف ولا صوت، ويدل عليها الكلام اللفظي" (٣).


(١) المصدر السابق (ص: ١٢٦ - ١٢٧).
(٢) المصدر السابق (ص: ١٢٩).
(٣) أركان الإيمان (ص: ٢٠١).

<<  <   >  >>