للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال الإمام عبد الواحد الشيرازي: "والتلاوة هي المتلو، والقراءة هي المقروء، ونريد بهذا هو أنّ ما نسمع من القارئ هو نفس كلام الله، لا تلاوته وقراءته" (١).

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: و"التلاوة" قد يراد بها نفس الكلام الذي يتلى، وقد يراد بها نفس حركة العبد، وقد يراد بها مجموعهما.

فإذا أُريد بها الكلام نفسه الذي يُتلى فالتلاوة هي المتلو، وإذا أُريد بها حركة العبد فالتلاوة ليست هي المتلو، وإذا أريد بها المجموع فهي متناولة للفعل والكلام فلا يطلق عليها أنها المتلو ولا أنها غيره" (٢).

وقال أيضًا: "فالذين قالوا: التلاوة هي المتلو من أهل العلم والسنة قصدوا أنّ التلاوة هي القول والكلام المقترن بالحركة، وهي الكلام المتلو.

وآخرون قالوا: بل التلاوة غير المتلو، والقراءة غير المقروء، والذين قالوا ذلك من أهل السنة والحديث أرادوا بذلك أنّ أفعال العباد ليس هي كلام الله، ولا أصوات العباد هي صوت الله، وهذا الذي قصده البخاري، وهو مقصود صحيح.


(١) التبصرة في أصول الدين (ص: ٩٥).
(٢) مجموع الفتاوى (١٢/ ٣٠٧).

<<  <   >  >>