للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ولا خلاف بين الأمة أن أول من قال: القرآن مخلوق جعد بن درهم في سني نيف وعشرين, ثم جهم بن صفوان, فأما جعد فقتله خالد بن عبد الله القسري, وأما جهم فقتل بمرو في خلافة هشام بن

عبد الملك" (١).

وواضحٌ تمام الوضوح أنّ إنكار السلف على الجهمية والمعتزلة إنما كان بسبب قولهم بخلق القرآن العربي، المنزل على نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم -، المُثبَت في المصحف، المتلو بالألسنة.

أما الكلام النفسي فالمعتزلة لا يثبتونه أصلاً، فلا يقولون عنه بأنه مخلوق ولا غير مخلوق، لأنه غير ثابتٍ عندهم.

فخلافُ السلف مع الجهمية والمعتزلة إنما كان في القرآن الذي بين أيدينا، المثبت في المصاحف، المؤلَّف من الحروف العربية، المفتتح بسورة الفاتحة والمختتم بسورة الناس.

قال موفق الدين ابن قدامة: "واتفق أهل السنة على أن القرآن كلام الله غير مخلوق، ولم يكن القرآن الذى دُعوا إلى القول بخلقه سوى هذه السور التي سماها الله قرآنًا عربيًا وأنزلها على رسوله - صلى الله عليه وسلم -، ولم يقع الخلاف في غيرها البتة" (٢).


(١) شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة (٢/ ٣٤٤) تحقيق: أحمد بن سعد الغامدي، دار طيبة - السعودية، ط/ الثامنة، ١٤٢٣ هـ.
(٢) المناظرة في القرآن (ص: ٤٧).

<<  <   >  >>