للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال أيضًا: "فكل ما أورده المسلمون من وصف القرآن بما هو قديم، كقولهم القرآن كلام الله تعالى غير مخلوق، أرادوا به المقروء [أي: الصفة القديمة القائمة بذاته تعالى كما تقدم]، وكل ما وصفوه به مما لا يحتمله القديم، ككونه سوراً وآيات ولها مقاطع ومفاتح، أرادوا به العبارات الدالة على الصفة القديمة" (١).

وقال الإمام يحيى ابن أبي الخير العمراني: "والجواب أن يقال له [أي: الغزالي]: قد أقررت أن القرآن هو هذه السور والآيات، ودعواك أنّ المقروء هو كلام الله القائم بذاته غير مسلّم، ولا دليل له على ذلك من كتاب ولا سنة ولا إجماع، بل إجماعُ السلف أنّ لا قرآن إلا هذا المسموع المتلو" (٢).

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: "وصار ابنُ كلاب يريد بالتلاوة القرآن العربي، وبالمتلو المعنى القائم بالذات، وهؤلاء إذا قالوا: التلاوة غير المتلو وهي مخلوقة: كان مرادهم أن الله لم يتكلم بالقرآن العربي، بل عندهم أن القرآن العربي مخلوق.


(١) المصدر السابق (ص: ٧٣).
(٢) الانتصار في الرد على المعتزلة القدرية الأشرار (٢/ ٥٩٦).

<<  <   >  >>