للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تلخيص شيخ الإسلام ابن تيمية

للخلاف والافتراق في مسألة اللفظ بالقرآن

وما فيها من اللبس، وبيان الحق في ذلك

اختلف أهل الحديث والسنة في مسألة اللفظ بالقرآن، لما فيها من الغموض والدقة، وجرت بسببها مخاصمات ومهاجرات، مع أنّ ما اختلفوا فيه لا يقطع الألفة، وأكثره خلاف لفظي؛ لأنهم مجمعون

-كما تقدم- أنّ القرآن غير مخلوق كيفما تصرّف، متلوًا، ومسموعًا، ومحفوظًا، ومكتوبًا.

قال الإمام أبو محمد بن قتيبة: "اختلاف أهل الحديث في اللفظ بالقرآن ... وليس ما اختلفوا فيه مما يقطع الألفة، ولا مما يوجب الوحشة؛ لأنهم مجمعون على أصل واحد وهو (القرآن كلام الله غير مخلوق) في كل موضع، وبكل جهة، وعلى كل حال" (١).

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: "ومسألة اللفظ بالقرآن قد اضطرب فيها أقوام لهم علم وفضل ودين وعقل، وجرت بسببها مخاصمات ومهاجرات بين أهل الحديث والسنة ... والنزاع بينهم في كثير من المواضع لفظي" (٢).


(١) الاختلاف في اللفظ والرد على الجهمية (ص: ٥٧) المحقق: عمر بن محمود أبو عمر، دار الراية، ط/ الأولى ١٤١٢ هـ- ١٩٩١ م.
(٢) مجموع الفتاوى (١٢/ ٣٣٣ - ٣٣٤).

<<  <   >  >>