للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقالت الأشاعرة بخلاف ذلك كله حتى إنهم قالوا: ليس في المصحف ولا في صدور الرجال ولا في ألواح الصبيان ولا في اللوح المحفوظ قرآن، وأنّ جميع ذلك لديهم مخلوق" (١).

وقال أيضًا: "وعند الأشعرية ليس في المصحف قرآن، ولا في غيره، وأن ما فيه كتابة القرآن، والدليل على أنّ ما في صدور الحافظين هو القرآن قوله تعالى: {بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ} [العنكبوت:٤٩] ... وهذا دليل على أنّ ما في الصدور هو نفس القرآن، وعند الأشعرية ليس فيها قرآن" (٢).

- وقال الإمام أبو الوفاء ابن عقيل إمام الحنابلة ببغداد في زمنه (المتوفى:٥١٣): "يزخرفون للعوام عبارة يتوقون بها إنكارهم، ويدفنون فيها معنى لو فهمه الناس لعجلوا بوارهم، ويقولون: تلاوة ومتلو وقراءة ومقروء، وكتابة ومكتوب، هذه الكتابة معلومة فأين المكتوب؟ وهذه التلاوة مسموعة فأين المتلو؟ يقولون: القرآن عندنا قديم قائم بذاته سبحانه، وإنما هي زخارف لبسوا بها ضلالتهم، وإلا فالقرآن مخلوق عندهم لا محالة، فقد انكشف للعلماء منهم هذه المقالة يقدِّمون رِجْلاً نحو الاعتزال فلا يتجاسرون، ويؤخِّرون أخرى نحو أصحاب الحديث ليستتروا فلا يتظاهرون" (٣).


(١) التبصرة في أصول الدين على مذهب الإمام الجليل أحمد بن حنبل (ص: ٩٨ - ٩٩) تحقيق: يوسف الصمعاني، دار المأثور.
(٢) المصدر السابق (ص: ١٠٠ - ١٠١).
(٣) مختصر الصواعق المرسلة على الجهمية والمعطلة (ص: ٥٢٥).

<<  <   >  >>