للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ووجه الإضافة في تسميته كلام الله بالمعنى الثاني [أي: الكلام النفسي] أنه صفة له، وبالأول [أي: الكلام اللفظي] أنه أنشأه برقومه في اللوح المحفوظ لقوله تعالى: {بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ (٢١) فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ} [البروج:٢١ - ٢٢]، أو بحروفه بلسان المَلَك لقوله تعالى: {إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ} [الحاقة:٤٠]، أو بلسان النبي لوله تعالى: {نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ (١٩٣) عَلَى قَلْبِكَ} [الشعراء:١٩٣ - ١٩٤] الآية" (١).

- وقال شمس الدين محمد بن أحمد الرملي (المتوفى: ١٠٠٤ هـ): "كلام الله تعالى النفسي صفة قديمة كبقية صفاته القديمة ... فإذا عبر عنه بالعربية كان قرآنًا، وبالعبرانية فتوارة، وبالسريانية فإنجيل ...

أما العبارات الدالة عليه فمخلوق حادثة، لكن امتنع العلماء من إطلاق الخلق والحدوث عليها إذا سميت قرآنًا لما فيه من الإيهام" (٢).

- وقال أحمد بن غنيم النفراوي الأزهري المالكي (المتوفى: ١١٢٦ هـ): "وحقيقته [أي: القرآن] عند الفقهاء والقراء والأصوليين والعامة اللفظ المنزل على محمد - صلى الله عليه وسلم - للإعجاز بأقصر سورة منه المتعبد بتلاوته المحتج بأبعاضه، ... ومعنى كون هذا اللفظ كلام الله مع أنه محدث ومخلوق أنّ الله تعالى تولّى تأليفه" (٣).


(١) حاشية الشيخ زكريا الأنصاري على شرح المحلي على جمع الجوامع (١/ ٤٤٦) مكتبة الرشد.
(٢) غاية البيان شرح زبد ابن رسلان (ص: ١١) دار المعرفة - بيروت.
(٣) الفواكه الدواني على رسالة ابن أبي زيد القيرواني (١/ ٥٦) دار الفكر، بدون طبعة، ١٤١٥ هـ - ١٩٩٥ م.

<<  <   >  >>