للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال أيضًا عند شرحه لقول صاحب جوهرة التوحيد:

فكلُّ نصٍ للحدوث دلاّ ... احْمِلْ على اللفظ الذي قد دلاّ

قال: " (على اللفظ) أي: على القرآن، بمعنى: اللفظ المنزل على نبينا - صلى الله عليه وسلم -، المتعبّد بتلاوته، المتحدَّى بأقصر سورة منه، والراجح أن المُنْزل اللفظ والمعنى، وقيل: المنزل المعنى وعبّر عنه جبريل بألفاظ من عنده، وقيل: المنزل المعنى وعبّر عنه النبي - صلى الله عليه وسلم - بألفاظ من عنده، لكن التحقيق الأول؛ لأنّ الله خَلَقَه أولاً في اللوح المحفوظ، ثم أنزله في صحائف إلى سماء الدنيا ...

والحاصل أنّ كل ظاهر من الكتاب والسنة دلّ على حدوث القرآن فهو محمول على اللفظ المقروء لا على الكلام النفسي، لكن يمتنع أن يقال: القرآن مخلوق إلا في مقام التعليم كما سبق" (١).

- وقال محمد بن أحمد بن عبد الباري الأهدل (المتوفى: ١٢٩٨ هـ): "ومع كون اللفظ الذي نقرؤه حادثًا لا يجوز أن يقال: القرآن حادث؛ حذرًا من الإيهام، أي: إيهام أن القرآن النفسي حادث، وخوفًا من أن يدعو ذلك إلى أن يقول القائل: لفظي بالقرآن مخلوق.


(١) المصدر السابق (ص: ١٦٢).

<<  <   >  >>