للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال أيضًا: "فالشيخ الأشعري لما قال الكلام هو المعنى النفسي فهم الأصحاب منه أن مراده مدلول اللفظ وحده، وهو القديم عنده، وأما العبارات فإنما تسمى كلامًا مجازًا لدلالتها على ما هو كلام حقيقي، حتى صرحوا بأن الألفاظ حادثة على مذهبه أيضًا لكنها ليست كلامه حقيقة" (١).

- وقال ولي الدين أبو زرعة العراقي (المتوفى: ٨٢٦ هـ): "وهذا الذي ذكرناه من أنّ القرآن غير مخلوق هو في القائم بالذات المقدسة.

أما العبارات الدالة عليه وهي القراءة فهي مخلوقة حادثة، لكن امتنع العلماء من إطلاق الخلق والحدوث عليها إذا سميت قرآنًا لما فيه من الإيهام، وبدّعوا القائل لفظي بالقرآن مخلوق كحسين الكرابيسي سدًا للباب" (٢).

- وقال الكمال ابن الهمام (المتوفى: ٨٦١ هـ): "لا يخفى أنّ الحلف بالقرآن الآن متعارف فيكون يمينًا كما هو قول الأئمة الثلاثة، وتعليلُ عدم كونه يمينًا بأنه غيره تعالى؛ لأنه مخلوق؛ لأنه حروف، وغير المخلوق هو الكلام النفسي مُنع بأن القرآن كلام الله منزل غير مخلوق.


(١) المصدر السابق (٣/ ١٤١ - ١٤٢).
(٢) الغيث الهامع شرح جمع الجوامع (ص: ٧٤٥) تحقيق: محمد تامر حجازي، دار الكتب العلمية، بيروت - لبنان، ط/ الأولى، ١٤٢٥ هـ.

<<  <   >  >>