للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فيحصل أنّ المنع من إطلاق الخلق والحدوث على ما في المصاحف والألسن والصدور إنما هو من حيثية شرعية، وهي خشية الإيهام.

وكل نص من الكتاب أو السنة دل على حدوث القرآن فهو محمول على اللفظ المقروء لا على الكلام النفسي، ومع ذلك لا يجوز إطلاق أن القرآن مخلوق لما تقرر" (١).

- وقال إبراهيم بن أحمد المارغيني مفتي المالكية في عصره (المتوفى: بعد ١٣٢٥ هـ): "كما يسمى الكلام القديم بكلام الله، تسمى الكتب السماوية بكلام الله، إما لأنها دالة على بعض مدلوله المترجم بها عنه ...

وإما لأنّ الله تعالى خلق تلك الألفاظ وأنزلها على رسله بواسطة جبريل، فهي كلام الله بمعنى أنها مخلوقة لله وليست من تأليف الخلق" (٢).

وقال أيضًا: "لا يجوز أن يقال "القرآن مخلوق" أو "حادث"؛ لأنّ القرآن يُطلق على اللفظ المنزل على نبينا ومولانا محمد - صلى الله عليه وسلم - للإعجاز، وعلى صفة الكلام القائمة بذات الله تعالى، فربما يتوهم من إطلاق أنّ القرآن مخلوق أو حادث حدوث الصفة القائمة بذاته تعالى. نعم يجوز أن يقال ذلك في مقام التعليم" (٣).


(١) نشر الأعلام شرح البيان والإعلام بمهمات أركان الإسلام [مخطوط، لوحة ٤٥ ب].
(٢) طالع البشرى على العقيدة السنوسية الصغرى، نقلاً عن كتاب تهذيب شرح السنوسية لسعيد فودة ص: ٤٠).
(٣) المصدر السابق (ص: ٤٠).
قال سعيد فودة معلقًا على قول المارغيني: "نعم يجوز أن يقال ذلك في مقام التعليم": "يجوز ذلك لئلا يسبق إلى الوهم أن هذه الحروف المركبة المنزلة على الرسل قديمة لا بداية لها".

<<  <   >  >>