للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

واختلفوا في هذه السور التي هي القرآن فزعم بعضهم أنها عبارة جبريل - عليه السلام - هو الذي ألفها بإلهام الله تعالى له ذلك، وزعم آخرون منهم أن الله تعالى خلقها في اللوح المحفوظ فأخذها جبريل منه" (١).

- وقال شيخ الإسلام ابن تيمية (المتوفى: ٧٢٨ هـ): "والتزم هؤلاء [أي: القائلون بأن القرآن هو المعنى القائم بذات الله] أنّ حروف القرآن مخلوقة، وإن لم يكن عندهم الذي هو كلام الله مخلوقًا، وفرّقوا بين كتاب الله وكلامه، فقالوا كتاب الله هو الحروف وهو مخلوق، وكلام الله هو معناها غير مخلوق.

وهؤلاء والأولون [أي: الجهمية والمعتزلة] متفقون على خلق القرآن الذي قال الأولون إنه مخلوق، واختلف هؤلاء أين خُلقت هذه الحروف؟ هل خلقت في الهواء؟ أو في نفس جبرائيل؟ أو أن جبرائيل هو الذي أحدثها أو محمد؟ " (٢).

وقال أيضًا: "لا ريب أنه قد اشتهر عند العامة والخاصة اتفاق السلف، على أن القرآن كلام الله وأنهم أنكروا على من جعله مخلوقا خلقه الله كما خلق سائر المخلوقات من السماء والأرض، ... وأنتم فلا ريب أن كلما يقول هؤلاء إنه مخلوق، لا تنازعونهم في أنّ الكلام الذي يقولون هو مخلوق، بل تقولون أنتم أيضًا إنه مخلوق" (٣).


(١) المناظرة في القرآن (ص: ١٧ - ١٨) المحقق: عبد الله يوسف الجديع، مكتبة الرشد - الرياض، ط/ الأولى، ١٤٠٩ هـ.
(٢) مجموع الفتاوى (١٢/ ٣٥).
(٣) الفتاوى الكبرى (٦/ ٥٢٣).

<<  <   >  >>