للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال أيضًا: "وقال الأشعري: القرآن كلام الله سبحانه، والسور والآي ليست بكلام الله سبحانه، وإنما هي عبارة عنه، وهي مخلوقة.

فوافقهم في القول بخلقها، وزاد عليهم بأنها ليست قرآن ولا كلام الله سبحانه. فإن زعموا أنهم يقرون بأنها قرآن. قيل لهم: إنما يقرون بذلك على وجه المجاز، فإن من مذهبهم أن القرآن غير مخلوق، وأن الحروف مخلوقة، والسور حروف بالاتفاق، من أنكر ذلك لم يخاطب. وإذا كانت حروفاً مخلوقة لم يجز أن يكون قرآناً غير مخلوق" (١).

- وقال الحافظ ابن عبد البر (المتوفى: ٤٦٣ هـ): "وكان الكرابيسى وعبد الله بن كلاب ... يقولون: إن القرآن الذى تكلم به الله صفة من صفاته لا يجوز عليه الخلق، وأن تلاوة التالي وكلامه بالقرآن كسب له وفعل له وذلك مخلوق، وإنه حكاية عن كلام الله وليس هو القرآن الذي تكلّم الله به" (٢).

- وقال الإمام الفقيه أبو الفرج عبد الواحد بن محمد الشيرازي الحنبلي (المتوفى: ٤٨٦ هـ): "وأنّ ما المصاحف وصدور الرجال وألواح الصبيان، وفي اللوح المحفوظ وغير ذلك، كلام الله تعالى، وأنّ القرآن منظور لأعيننا، محفوظ في قلوبنا، ومسموع بآذننا، ومخطوط بأيدينا.


(١) المصدر السابق (ص: ٢٠٦).
(٢) الانتقاء في فضائل الثلاثة الأئمة الفقهاء (ص: ١٠٦) دار الكتب العلمية - بيروت.

<<  <   >  >>