(٢) تنبيه: أطلق جماعةٌ من أهل السنة والحديث القول بأنّ ألفاظنا بالقرآن غير مخلوقة، ومرادهم باللفظ في هذا الإطلاق كلام الله تعالى المنزل المؤلف من الحروف والكلمات، وأرادوا بذلك الرد على اللفظية النافية الذين يقولون: ألفاظنا بالقرآن مخلوقة. ومع صحة مقصدهم من إطلاق نفي الخلق على اللفظ، إلا أنه جاء بعدهم أقوام وافقوهم في إطلاق هذا اللفظ، وأدخلوا في ذلك فعل العبد الذي هو حركته وصوته، وهذا غير صحيح. ولا شك أنّ الأسلم والأولى هو ما عليه الإمام أحمد وغيره من الأئمة من الكفّ عن إطلاق: "لفظي بالقرآن غير مخلوق"؛ لكونه لفظًا مبتدعًا لم يتكلم به السلف، ولِما يجرّ من الوقوع في المحذور، لكون اللفظ قد يُقصد به التلفظ الذي هو فعل العبد، ولذا أدخل بعضُهم - كما سيأتي- فعلَ العبد وحركته في اللفظ، وزعموا أنّ ذلك ليس بمخلوق.