للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

- وقال إبراهيم الباجوري (المتوفى: ١٢٧٦ هـ): "واعلم أنّ كلام الله يُطلق على الكلام النفسي القديم، بمعنى أنه صفة قائمة بذاته تعالى، وعلى الكلام اللفظي بمعنى أنه خَلَقَه، وليس لأحد في أصل تركيبه كسب. وعلى هذا يحمل قول السيدة عائشة: «ما بين دفتي المصحف كلام الله تعالى»

ومع كون اللفظ الذي نقرؤه حادثًا لا يجوز أن يقال: القرآن حادث إلا في مقام التعليم، لأنه يُطلق على الصفة القائمة بذاته أيضًا لكن مجازًا على الأرجح، فربما يُتوهم من إطلاق أنّ القرآن حادث أن الصفة القائمة بذاته تعالى حادثة، ولذلك ضُرب الإمام أحمد بن حنبل وحُبس على أن يقول بخلق القرآن فلم يرض" (١).

وقال أيضًا: "ومذهب أهل السنة [يعني بهم الأشاعرة] أنّ القرآن بمعنى الكلام النفسي ليس بمخلوق، وأما القرآن بمعنى اللفظ الذي نقرؤه فهو مخلوق، لكن يمتنع أن يقال: القرآن مخلوق ويراد به اللفظ الذي نقرؤه إلا في مقام التعليم؛ لأنه ربما أوهم أنّ القرآن بمعنى كلامه تعالى مخلوق، ولذلك امتنعت الأئمة من القول بخلق القرآن" (٢).

وقال أيضًا: "وقد أُضيف له تعالى كلامٌ لفظي كالقرآن، فإنه كلام الله قطعًا بمعنى أنه خلقه في اللوح المحفوظ" (٣).


(١) حاشية الباجوري على جوهرة التوحيد المسمى بتحفة المريد على جوهرة التوحيد (ص: ١٣٠).
(٢) المصدر السابق (ص: ١٦٠).
(٣) المصدر السابق (ص: ١٣١).

<<  <   >  >>