كان بسبب قولهم بخلق القرآن العربي لا لنفي الكلام النفسي
لقد أجمع السلف والأئمة على تضليل الجهمية والمعتزلة القائلين بخلق القرآن، وأنكروا عليهم أشد الإنكار، وأقوالهم في ذلك كثيرة جدًا.
ومِن أكثر مَن توسع في نقل أقوال السلف في ذلك الحافظ أبو القاسم اللالكائي (المتوفى: ٤١٨ هـ) فقد ذكر أقوال السلف والأئمة بأنّ القرآن كلام الله غير مخلوق، وما ورد عنهم من تكفير من يقول ذلك، ثم قال: "فهؤلاء خمسمائة وخمسون نفسًا أو أكثر من التابعين وأتباع التابعين والأئمة المرضيين - سوى الصحابة الخيرين- على اختلاف الأعصار ومضي السنين والأعوام. وفيهم نحو من مائة إمام ممن أخذ الناس بقولهم وتدينوا بمذاهبهم, ولو اشتغلت بنقل قول المحدثين لبلغت أسماؤهم ألوفًا كثيرة, لكني اختصرت وحذفت الأسانيد للاختصار, ونقلت عن هؤلاء عصرًا بعد عصر لا ينكر عليهم منكر, ومن أنكر قولهم استتابوه أو أمروا بقتله أو نفيه أو صلبه.