للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وعند الأشعري أنه مخلوق وليس بقرآن، وإنما هو عبارة عنه. وكذلك كثير من مذهبه يقول في الظاهر بقول أهل السنة مجملاً، ثم عند التفسير والتفصيل يرجع إلى قول المعتزلة، فالجاهل يقبله بما يظهره، والعالم يجهره لما منه يخبره، والضرر بهم أكثر منه بالمعتزلة لإِظهار أولئك ومجاوبتهم أهل السنة، وإخفاء هؤلاء ومخالطتهم أهل الحق. نسأل الله السلامة من كلٍ برحمته" (١).

وقال أيضًا: "قد أطلق الأشعري أن هذه التسميات [أي: التوراة والإنجيل والزبور والقرآن] لم يستحقها كلام الله في الأزل، وإنما هي تسميات للعبارات المختلفة التي نزلت في الأزمان المتغايرة، وكلّ ذلك محدث. فبين أن التوراة اسم الكتاب بالسريانية، وأنه محدث، وأن القرآن اسم الكتاب بالعربية وأنه محدث. فقوله: القرآن غير مخلوق مع هذا القول تلاعب" (٢).

- وقال شيخ الإسلام أبو إسماعيل الهروي (المتوفى: ٤٨١ هـ): "قالوا [أي: الأشعرية]: ليس هو صوت ولا حروف، وقالوا هذا زاج وورق، وهذا صوف وخشب، ... وهذا صوت القارئ ما ترى منه حسن ومنه قبيح، وهذا لفظه أو ما تراه يجازى به حتى قال رأس من رؤوسهم: أو يكون قرآن من لبد؟! وقال آخر من خشب؟


(١) رسالة الحافظ أبي نصر السجزي إلى أهل زبيد في الرد على من أنكر الحرف والصوت (ص: ٢٧٨).
(٢) المصدر السابق (ص: ١٥٨ - ١٥٩).

<<  <   >  >>