للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال الإمام أبو الحسن الأشعري: "فأما عبد الله بن كلاب فالقراءة عنده هي غير المقروء، والمقروء قائم بالله" (١).

وقال القاضي أبو بكر الباقلاني الأشعري: "التلاوة غير المتلو، لأن التلاوة فعل الرسول وهو المأمور بها، والمتلو كلامه القديم، ولم يأمره أن يأتي بكلامه القديم؛ لأن ذلك لا يتصور الأمر به ولا يدخل تحت قدرة مخلوق، إنما أمر بتلاوة كلامه، كما أُمر بعبادته، وعبادته غيره، فكذلك تلاوة كلامه غير كلامه، فحصل من هذا: تال وهو الرسول - صلى الله عليه وسلم -، وتلاوته صفة له. ومتلو: وهو كلام الله القديم الذي هو صفة له" (٢).

وقال أيضًا: "كذلك القراءة صفة القارئ التي هي له عبادة وطاعة، والمقروء كلام الله القديم الموجود قبل القارئ وقبل قراءته" (٣).

وقال أبو حامد الغزالي: "فنقول: ها هنا ثلاثة ألفاظ: قراءة، ومقروء، وقرآن. أما المقروء فهو كلام الله تعالى، أعني صفته القديمة القائمة بذاته" (٤).


(١) مقالات الإسلاميين واختلاف المصلين (٢/ ٤٣١) المحقق: نعيم زرزور، المكتبة العصرية، ط/ الأولى، ١٤٢ هـ - ٢٠٠٥ م.
(٢) الانصاف فيما يجب اعتقاده ولا يجوز الجهل به (ص: ٧٧) تحقيق: محمد زاهد الكوثري، المكتبة الأزهرية للتراث.
(٣) المصدر السابق (ص: ٨٣).
(٤) الاقتصاد في الاعتقاد (ص: ٧٣) ـ.

<<  <   >  >>