للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فوقع بينهم اختلاف، فقال بعض الناس: قال: لفظي بالقرآن مخلوق، وقال بعضهم: لم يقل، فوقع بينهم في ذلك اختلاف حتى قام بعضهم إلى بعض، فاجتمع أهل الدار وأخرجوهم (١).

وحكى الحافظ الذهبي في ترجمة الإمام البخاري قول محمد بن شادل له: هذه المسألة التي تحكى عنك؟ قال: يا بني، هذه مسألة مشؤومة، رأيت أحمد بن حنبل، وما ناله في هذه المسألة، وجعلت على نفسي أن لا أتكلم فيها.

ثم قال: "قلتُ: "المسألةُ هي أن اللفظ مخلوق، سئل عنها البخاري، فوقف فيها، فلما وقف واحتج بأن أفعالنا مخلوقة، واستدل لذلك، فهِم منه الذهلي أنه يوجه مسألة اللفظ، فتكلم فيه، وأخذه بلازم قوله هو وغيره" (٢).

إذًا لم يثبت عن الإمام البخاري أنه قال: "لفظي بالقرآن مخلوق وإنما الثابت عنه أنه قال: "أفعالنا مخلوقة، وألفاظنا من أفعالنا".


(١) سير أعلام النبلاء (١٢/ ٤٥٨)، فتح الباري (١/ ٤٩٠)
(٢) المصدر السابق (١٢/ ٤٥٧).

<<  <   >  >>