للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وهذا الإلزام لا محيد لهم عنه، وقد اعترف بذلك بعض أئمتهم منهم الآمدي حيث ذكر هذا الاعتراض، وذكر جواب أصحابه الأشاعرة عنه - ثم قال معلقا على جواب هذا الاعتراض: "وفيه نظر"، ثم قال: "والحق أنّ ما أوردوه من الإشكال على القول باتحاد الكلام وعود الاختلاف إلى التعلقات والمتعلقات مشكل، وعسى أن يكون عند غيري حلّه، ولعسر جوابه فرّ بعض أصحابنا إلى القول بأن كلام الله القائم بذاته خمس صفات مختلفة، وهي الأمر والنهي والخبر والاستخبار والنداء" (١).

وعلق شيخ الإسلام على كلام الآمدي فقال: "قول القائل: إن الكلام خمس صفات أو سبع أو تسع أو غير ذلك من العدد لا يزيل ما تقدم من الأمور الموجبة تعدد الكلام.

وقد رأيت أنه يلزم من قال باتحاد معنى الكلام اتحاد الصفات كلها، ثم رفعها بالكلية وجعلها نفس الذات" (٢).


(١) أبكار الأفكار في أصول الدين (١/ ٤٠٠).
(٢) درء تعارض العقل والنقل (٤/ ١١٩).

<<  <   >  >>