وهو الذي تحفظه الصدور، وتتلوه الألسنة، ويكتب في المصاحف، كيف ما تصرف بقراءة قارئ، ولفظ لافظ، وحفظ حافظ، وحيث تلي، وفي أي موضع قرئ وكتب في مصاحف أهل الإسلام، وألواح صبيانهم وغيرها كله كلام الله - عز وجل - غير مخلوق، فمن زعم أنه مخلوق فهو كافر بالله العظيم" (١).
- وقال الإمام ابن حزم الظاهري (المتوفى: ٤٥٦ هـ): "مع أنّ قولهم [أي: الأشعرية] ليس لله تعالى إلا كلام واحد قول أحمق لا يعقل ولا يقوم به برهان شرعي، ولا تشكل في هاجس، ولا يوجبه عقل، إنما هو هذيان محض ...
وقالوا كلهم: إن القرآن لم ينزل به قط جبريل على قلب محمد - صلى الله عليه وسلم -، وإنما نزل عليه بشيء آخر هو العبارة عن كلام الله، وأنّ القرآن ليس عندنا البتة إلا على هذا المجاز، وأنّ [ما] نرى في المصاحف ونسمع من القراء ونقرأ في الصلاة ونحفظ في الصدور ليس هو القرآن البتة، ولا شيء منه كلام الله البتة، بل شيء آخر، وإن كلام الله تعالى لا يفارق ذات الله - عز وجل -.
(١) عقيدة السلف وأصحاب الحديث (ص: ١٦٥ - ١٦٦) دراسة وتحقق: د. ناصر الجديع، دار العاصمة للنشر والتوزيع.