للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قولُ ابن كلاب - وتبعه أبو الحسن الأشعري- بأن كلام الله معنى واحد قائم بذاته تعالى قولٌ لم يُسبق إليه (١).

- قال أبو المظفر السمعاني (المتوفى: ٤٨٩ هـ): " وللأمر صيغة مفيدة بنفسها في كلام العرب من غير قرينة تنضم إليها، وكذلك النهي. وهذا قول عامة أهل العلم.

وذهب أبو الحسن الأشعري ومن تبعه إلى أنه لا صيغة للأمر والنهى وقالوا: لفظ افعل لا يفيد بنفسه شيئًا إلا بقرينة تنضم إليه ودليل يتصل به. وعندي أنّ هذا قول لم يسبقهم إليه أحد من العلماء ...

وإذا قالوا: إنّ حقيقة الكلام معنى قائم في نفس المتكلم، والأمر والنهي كلام فيكون قوله افعل ولا تفعل عبارة عن الأمر والنهي، ولا يكون حقيقة الأمر والنهي، وهذا أيضا لا يعرفه الفقهاء، وإنما يعرفوا قوله (افعل) حقيقة في الأمر، وقوله (لا تفعل) حقيقة في النهي" (٢).


(١) قال الإمام الشافعي: "كل من تكلّم بكلام في الدين، أو في شيء من هذه الأهواء، ليس له فيه إمام متقدم من النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه فقد أحدث في الإسلام حدثًا". الانتصار لأصحاب الحديث للسمعاني (ص: ٧) مكتبة أضواء المنار - السعودية، ط/ الأولى، ١٤١٧ هـ.
وقال الإمام أحمد في رواية الميموني: "إياك أن تتكلم بكلمة واحدة ليس لك فيها إمام". المسودة في أصول الفقه (ص: ٤٥٠) المحقق: محمد محيي الدين عبد الحميد، دار الكتاب العربي.
(٢) قواطع الأدلة في الأصول (١/ ٤٩) المحقق: محمد حسن اسماعيل الشافعي، دار الكتب العلمية، بيروت- لبنان، ط/ الأولى، ١٤١٨ هـ.

<<  <   >  >>