- "كان الإمام أحمد يقول: إنّ القرآن كيف تصرف غير مخلوق، وأن الله تعالى تكلم بالصوت والحرف. وكان يبطل الحكاية ويضلِّل القائل بذلك، وعلى مذهبه أن من قال إن القرآن عبارة عن كلام الله - عز وجل - فقد جهل وغلط، وأن الناسخ والمنسوخ في كتاب الله - عز وجل - دون العبارة عنه ودون الحكاية له، وتبطل الحكاية عنده بقوله - عز وجل - {وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا}[النساء:١٦٤] و {تَكْلِيمًا}[النساء:١٦٤] مصدر تكلم يتكلم فهو متكلم، وذلك يفسد الحكاية، ولم ينقل عن أحد من أئمة المسلمين من المتقدمين من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والتابعين - رضي الله عنهم - القول بالحكاية والعبارة، فدل على أنّ ذلك من البدع المحدثة"(١).
(١) اعتقاد الإمام أحمد بن حنبل لأبي الفضل التميمي (ص: ٢٩٦)، العين والأثر في عقائد أهل الأثر لعبد الباقي المواهبي الحنبلي (ص: ٧٦)، لوامع الأنوار البهية للسفاريني (١/ ١٣٩).