للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال أيضًا: "اللفظ يطلق على ألفاظ القرآن، وكلماته، وحروفه، التي بلغها جبريل عن الله تعالى إلى نبيه - صلى الله عليه وسلم -.

فليس لجبريل ولا للنبي - صلى الله عليه وسلم - في القرآن إلا مجرد البلاغ, ومحض الأداء من غير زيادة حرف فيه، ولا نقصان ولا تصرّف.

ويطلق اللفظ أيضًا على تلفّظ القارئ ونطقه وتلاوته للملفوظ المتلو المسموع. تقول: فلان حسن التلفظ، وعذب التلاوة، ومليح القراءة، ورديء الأداء، وبشع القراءة، ولا تقول: فلان حسن الملفوظ ولا المقروء" (١).

وقال الحافظ ابن القيم: "الإمامُ أحمد سدّ الذريعة حيث منع إطلاق لفظ المخلوق نفيًا وإثباتًا على اللفظ ... وهذا المنع في النفي والإثبات من كمال علمه باللغة والسنة وتحقيقه لهذا الباب، فإنه امتحن به ما لم يمتحن به غيره، وصار كلامه قدوة وإماما لحزب الرسول - صلى الله عليه وسلم - إلى يوم القيامة.

والذي قصده أحمد أنّ اللفظ يراد به أمران: أحدهما: الملفوظ نفسه، وهو غير مقدور للعبد ولا فعل له. الثاني: التلفظ به والأداء له وفعل العبد.

فإطلاق الخلق على اللفظ قد يُوهم المعنى الأول وهو خطأ، وإطلاق نفي الخلق عليه قد يوهم المعنى الثاني وهو خطأ، فمنع الإطلاقين" (٢).


(١) معرفة القراء الكبار على الطبقات والأعصار (ص: ١٠٩) دار الكتب العلمية، ط/الأولى ١٤١٧ هـ- ١٩٩٧ م.
(٢) مختصر الصواعق المرسلة على الجهمية والمعطلة (ص: ٥١٢ - ٥١٣).

<<  <   >  >>