للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال أيضًا في ترجمة الحسين الكرابيسي: "وكان يقول: القرآن كلام الله غير مخلوق، ولفظي به مخلوق، فإن عنى التلفظ فهذا جيد، فإنّ أفعالنا مخلوقة، وإن قصد الملفوظ بأنه مخلوق، فهذا الذى أنكره أحمد والسلف وعدّوه تجهّمًا" (١).

وقال أيضًا بعد أن ذكر قول أحمد بن صالح المصري "لفظنا بالقرآن هو الملفوظ، والحكاية هي المحكي، وهو كلام الله غير مخلوق، من قال: لفظي به مخلوق، فهو كافر.

"قلتُ: إن قال: لفظي، وعنى به القرآن، فنعم، وإن قال: لفظي، وقصد به تلفظي وصوتي وفِعْلي أنه مخلوق، فهذا مصيب، فالله تعالى خالقنا وخالق أفعالنا وأدواتنا، ولكن الكف عن هذا هو السنة.

ويكفي المرء أن يؤمن بأن القرآن العظيم كلام الله ووحيه وتنزيله على قلب نبيه، وأنه غير مخلوق، ومعلوم عند كل ذي ذهن سليم أن الجماعة إذا قرؤوا السورة أنهم جميعهم قرؤوا شيئًا واحدًا، وأن أصواتهم وقراءاتهم وحناجرهم أشياء مختلفة، فالمقروء كلام ربهم، وقراءتهم وتلفظهم ونغماتهم متباينة، ومن لم يتصور الفرق بين التلفظ وبين الملفوظ، فدعه، وأعرض عنه" (٢).


(١) ميزان الاعتدال (١/ ٥٤٤) تحقيق: علي محمد البجاوي، دار المعرفة للطباعة والنشر، بيروت - لبنان.
(٢) سير أعلام النبلاء (١١/ ٢٩٠).

<<  <   >  >>