للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: "إنّ هذا المعنى القائم بالذات الذي زعموا أنه كلام الله، وخالفوا في إثباته جميع فرق الإسلام كما يقرون هم على أنفسهم بذلك كما ذكره الرازي وغيرهم من أن إثباتهم لهذا يخالفهم فيه سائر فرق الأمة قد قال أكثرهم: هو معنى واحد، ...

ومن المعلوم أنّ مجرّد تصور هذا القول يوجب العلم الضروري بفساده كما اتفق على ذلك سائر العقلاء؛ فإن أظهر المعارف للمخلوق أن الأمر ليس هو الخبر، وأن الأمر بالسبت ليس هو الأمر بالحج، وأن الخبر عن الله ليس هو الخبر عن الشيطان الرجيم، ... " (١).

وقال أيضًا: "وعامة العقلاء يقولون: إنّ فساد هذا القول معلوم بالاضطرار؛ فإنا نعلم أن التوراة إذا عُرِّبت لم تكن هي القرآن، ونعلم أن آية الكرسي ليست هي معنى آية الدين.

والله تعالى قد فرق في كتابه بين تكليمه لموسى وإيحائه إلى غيره بقوله تعالى: {إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ} [النساء:١٦٣] إلى قوله: {وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا} [النساء:١٦٤] " (٢).


(١) الفتاوى الكبرى (٦/ ٥٢٨ - ٥٢٩).
(٢) مجموع الفتاوى (١٢/ ٥٥٨).

<<  <   >  >>