للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال أيضًا: "قال لهم [أي: للكلابية والأشعرية] جمهورُ الناس: هذا القول مخالف لصريح المعقول وصحيح المنقول؛ فإنا نعلم بالاضطرار أن معنى آية الكرسي ليس هو معنى آية الدين، ولا معنى {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} [الإخلاص:١] هو معنى {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ} [المسد:١]، وقد عرّب الناس التوراة فوجدوا فيها معاني ليست هي المعاني التي في القرآن، ونحن نعلم قطعًا أن المعاني التي أخبر الله بها في القرآن في قصة بدر وأحد والخندق ونحو ذلك لم ينزلها الله على موسى ابن عمران، كما لم ينزل على محمد تحريم السبت ولا الأمر بقتال عباد العجل، فكيف يكون كل كلام الله معنى واحدا؟!.

ونحن نعلم بالاضطرار أن الكلام معانيه وحروفه تنقسم إلى خبر وإنشاء، والإنشاء منه الطلب، والطلب ينقسم إلى أمر ونهي، وحقيقة الطلب غير حقيقة الخبر، فكيف لا تكون هذه أقسام الكلام وأنواعه، بل هو موصوف بها كلها " (١).


(١) منهاج السنة النبوية (٥/ ٤١٧ - ٤١٨).

<<  <   >  >>