للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال الحافظ ابن القيم: "مذهب الأشعري ومن وافقه أنه [أي: الكلام] معنى واحد قائم بذات الرب، وهو صفة قديمة أزلية ليس بحرف ولا صوت، ولا ينقسم، ولا له أبعاض ولا له أجزاء، ... إذا عبر عن ذلك المعنى بالعربية كان قرآنًا، وإن عبر عنه بالعبرانية كان توراة، وإن عبر عنه بالسريانية كان اسمه إنجيلا، والمعنى واحد، وهذه الألفاظ عبارة عنه ولا يسميها حكاية، وهي خلق من المخلوقات، والبلية العظمى نسبة ذلك إلى الرسول - صلى الله عليه وسلم -، وأنه جاء بهذا ودعا إليه الأمة، وأنهم أهل الحق، ومن عداهم أهل الباطل، وجمهور العقلاء يقولون: إنّ تصور هذا المذهب كاف في الجزم في بطلانه، وهو لا يتصور إلا كما تتصور المستحيلات الممتنعات" (١).

وقول الأشاعرة هذا من أعجب ما في مذهبهم وأشده غرابة، والفضلاء منهم يعترفون بضعف لوازمه، قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "والفضلاء من أصحاب الأشعري يعترفون بضعف لوازم هذا القول مع نصرهم لكثير من أقواله الضعيفة" (٢).


(١) مختصر الصواعق المرسلة على الجهمية والمعطلة (ص: ٤٩٨).
(٢) درء تعارض العقل والنقل (٤/ ١١٥).

<<  <   >  >>