للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

- وقال الشريف الجرجاني (المتوفى: ٨١٤ هـ): "وقالت المعتزلة: كلامه تعالى أصوات وحروف ... لكنها ليست قائمة بذاته تعالى، بل يخلقها الله في غيره كاللوح المحفوظ أو جبريل أو النبي، وهو حادث ...

وهذا الذي قاله المعتزلة لا ننكره نحن، بل نقول به ونسميه كلامًا لفظيًا، ونعترف بحدوثه وعدم قيامه بذاته تعالى، لكنا نثبت أمرًا وراء ذلك وهو المعنى القائم بالنفس الذي يعبر عنه بالألفاظ، ونقول هو الكلام حقيقة، وهو قديم قائم بذاته تعالى" (١).

وقال أيضًا: "إذا عرفت هذا الذي قررناه لك فاعلم أنّ ما تقوله المعتزلة في كلام الله تعالى وهو خلق الأصوات والحروف الدالة على المعاني المقصودة، وكونها حادثة قائمة بغير ذاته تعالى، فنحن نقول به، ولا نزاع بيننا وبينهم في ذلك كما مر آنفًا.

وما نقوله نحن ونثبته من كلام النفس المغاير لسائر الصفات فهم ينكرون ثبوته، ولو سلموه لم ينفوا قدمه الذي ندعيه في كلامه تعالى، فصار محل النزاع بيننا وبينهم نفي المعنى النفسي وإثباته" (٢).


(١) شرح المواقف (٣/ ١٣٣ - ١٣٤).
(٢) المصدر السابق (٣/ ١٣٥).

<<  <   >  >>