للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال أيضًا: "استدلت القدرية والمعتزلة [أي: على قولهم بخلق القرآن] بقوله: لما كان القرآن حروفًا متغايرة يدخلها التعاقب والترتيب والتأليف، وذلك لا يوجد في الشاهد إلا بحركة وسكون من المتكلم ومَن له آلة الكلام، ومن كان بهذه الصفات لا يجوز أن يكون صفة لله، فثبت أنه مخلوق.

فضاق بالأشعري وابن كلاب النفس عن الجواب عن هذا، فوافقوهم أنّ هذا القرآن المتلو المسموع مخلوق كما قالوا، وادعوا أنّ هاهنا قرآنًا قديمًا يوصف بأنه كلام الله ينتفي عنه ضده، وهو المعنى القائم بنفسه، فهم قائلون بخلق القرآن الذي لا يعرف المعتزلة ولا غيرهم من المسلمين قرآنًا غيره" (١).

وقال أيضًا: "وعند الأشعرية أن القرآن العربي مخلوق" (٢).

- وقال الحافظ أبو الفرج ابن الجوزي (المتوفى: ٥٩٧): "وكان [أي: أبو الحسن الأشعري] على مذهب المعتزلة زمانا طويلا، ثم عَنَّ له مخالفتهم وأظهر مقالة خبطت عقائد الناس، وأوجبت الفتن المتصلة، وكان الناس لا يختلفون أن هذا المسموع كلام الله وأنه نزل به جبريل - عليه السلام - على محمد

- صلى الله عليه وسلم -، فالأئمة المعتمد عليهم قالوا إنه قديم، والمعتزلة قالوا مخلوق.


(١) المصدر السابق (٢/ ٥٨٢ - ٥٨٣).
(٢) المصدر السابق (٢/ ٥٥٨).

<<  <   >  >>