وقال أيضًا:"وأولُ من قال هذا في الإسلام عبد الله بن سعيد بن كلاب، وجعل القرآن المنزل حكاية عن ذلك المعنى. فلما جاء الأشعري واتبع ابنَ كلاب في أكثر مقالته ناقشه على قوله: "إن هذا حكاية عن ذلك"، وقال: الحكاية تماثل المحكي. فهذا اللفظ يصح من المعتزلة، لأن ذلك المخلوق حروف وأصوات عندهم وحكاية مثله، وأما على أصل ابن كلاب فلا يصح أن يكون حكاية. بل نقول: إنه عبارة عن المعنى.
فأول من قال بالعبارة الأشعري. وكان البلاقلاني - فيما ذُكر عنه- إذا درَّس مسألة القرآن يقول: هذا قول الأشعري ولم يتبين صحته، أو كلامًا هذا معناه" (١).
- وقال الحافظ أبو عبد الله الذهبي: "والذي ظهر من محمد [أي: ابن إسماعيل البخاري] أمر خفيف من المسائل التي اختلف فيها الأئمة في القول في القرآن، وتسمى مسألة أفعال التالين، فجمهور الأئمة والسلف والخلف على أن القرآن كلام الله، منزل، غير مخلوق. وبهذا ندين الله تعالى، وبدعوا من خالف ذلك.