للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مراد الأشاعرة بقولهم:

"القرآن قديم"

يُطلِقُ كثيرٌ من علماء الأشاعرة في مصنفاتهم عبارة "القرآن قديم"، ويظنّ من لا خبرة له بمذهبهم أن مرادهم بذلك القرآن المنزل على نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم -، الموجود بين دفتي المصحف، وليس الأمر كذلك؛ بل مرادهم بالقرآن القديم الكلام النفسي القائم بالذات، الذي لم يُنزل ولم يُسمع ولم يقرأ.

وبالتالي فلا تعارض بين ما قدمناه عنهم من كونهم يقولون بأن القرآن المنزل الموجود بين دفتي المصحف مخلوق ومحدث وحادث، وبين قولهم: "القرآن قديم"، فالقديم عندهم هو الكلام النفسي لا القرآن المُثبَت في المصاحف الذي نعرفه ويعرفه المسلمون جميعًا (١).

وإليك - إضافةً إلى ما تقدم- بعض أقوال أئمة وعلماء الأشاعرة من المتقدمين والمتأخرين التي فيها التصريح بأنّ القرآن القديم هو الكلام النفسي القائم بذات الله لا القرآن المثبت في المصاحف المحفوظ في الصدور:


(١) قال العلامة محمد بن إبراهيم الوزير: "وأما الأشعرية فلم يصفوا اللفظ بالقدم قط، ونسبوا من وصفه بالقدم إلى الجهل الفاحش وجحد الضرورة كما تقدم في كلام الغزالي، وإنما قالوا بقدم الكلام النفسي". العواصم والقواصم في الذب عن سنة أبي القاسم (٤/ ٣٨٢)

<<  <   >  >>