للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وسبب ذلك أن لفظ: التلاوة، والقراءة، واللفظ، مجمل مشترك: يراد به المصدر، ويراد به المفعول.

فمن قال: اللفظ ليس هو الملفوظ، والقول ليس هو المقول وأراد باللفظ والقول المصدر، كان معنى كلامه أنّ الحركة ليست هي الكلام المسموع، وهذا صحيح.

ومن قال: اللفظ هو الملفوظ، والقول هو نفسه المقول، وأراد باللفظ والقول مسمى المصدر، صار حقيقة مراده أنّ اللفظ والقول المراد به هو الكلام المقول الملفوظ، وهذا صحيح ... " (١).

وقال أيضًا: "وصار قوم [أي: من أهل الحديث والسنة] يُطلقون القول بأنّ التلاوة هي المتلو، والقراءة هي المقروء، وليس مرادهم بالتلاوة المصدر، ولكن الإنسان إذا تكلّم بالكلام فلا بد له من حركة، ومما يكون عن الحركة من أقواله التي هي حروف منظومة ومعان مفهومة.

والقولُ والكلامُ يراد به تارة المجموع فتدخل الحركة في ذلك، ويكون الكلام نوعاً من العمل وقسماً منه، ويراد به تارةً ما يقترن بالحركة ويكون عنها، لا نفس الحركة، فيكون الكلام قسيماً للعمل، ونوعاً آخر ليس هو منه" (٢).


(١) درء تعارض العقل والنقل (١/ ٢٦٤).
(٢) المصدر السابق (١/ ٢٦٣).

<<  <   >  >>