للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

واعلم أن التحقيق أنا لا ننازع المعتزلة في كونه متكلمًا بالمعنى الذي ذكروه، لأنّ النزاع بيننا وبينهم إما في المعنى وإما في اللفظ، أما في المعنى ... ثبت أنه لا نزاع بيننا وبينهم من جهة المعنى في كونه متكلما بالتفسير الذي قالوه.

وأما النزاع من جهة اللفظ فهو أن يقال لا نسلِّم أن لفظة المتكلِّم في اللغة موضوعة لموجِد الكلام، والناس قد أطنبوا من الجانبين في هذا المقام، وليس ذلك مما يستحق الإطناب؛ لأنه بحث لغوي، وينبغي أن يرجع فيه إلى الأدباء، وليس هذا من المباحث العقلية في شيء" (١).

وقال أيضًا بعد أن قرّر أنّ الله تعالى إذا أراد شيئًا أو كَرِه شيئًا فإنه قادر على خلق الأصوات بتقطيعات مخصوصة في جسم جمادي أو حيواني, لتدل هذه الأصوات على كونه تعالى مريدًا لذلك الشيء المعين أو كارهًا له:

"فثبت بما ذكرنا أنّ كونه تعالى متكلمًا بالمعنى الذي يقوله المعتزلة مما نقول به ونعترف به ولا ننكره بوجه من الوجوه. إنما الخلاف بيننا وبينهم في أنّا نثبت أمراً آخر وراء ذلك، وهم ينكرونه" (٢).


(١) المصدر السابق (٢/ ٣٠٣ - ٣٠٤).
(٢) الأربعين في أصول الدين (١/ ٢٤٩) تعليق: أحمد حجازي، مكتبة الكليات الأزهرية، مطبعة دار التضامن- القاهرة، ط/ الأولى، ١٤٠٦ هـ.

<<  <   >  >>