للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وساق اللالكائي بسنده إلى الفضل بن بسام قال: سمعت ابراهيم بن محمد يقول: أنا توليت دفن محمد بن إسماعيل البخاري لما مات بخرتنك، فأردت حمله إلى سمرقند أن أدفنه بها، فلم يتركني صاحب لنا من أهل شكخشكت فدفناه بها، فلما أن أفرغنا ورجعت إلى المنزل الذي كنت فيه، قال لي صاحب القصر: سألته أمس فقلت يا أبا عبد الله ما تقول في القرآن؟ فقال: القرآن كلام الله غير مخلوق. فقلت له: إن الناس يزعمون أنك تقول ليس في المصحف قرآن، ولا في صدور الناس؟ فقال: استغفر الله أن تشهد عليّ بما لم تسمعه مني، إني أقول كما قال الله: {وَالطُّورِ (١) وَكِتَابٍ مَسْطُورٍ} [الطور:١ - ٢]، أقول: في المصاحف قرآن، وفي صدور الرجال قرآن، فمن قال غير ذلك هذا يستتاب، فإن تاب وإلا سبيله سبيل الكفر" (١).

وجاء كتاب من المحلة إلى أبي إبراهيم إسماعيل المزني يسأل عن رجل قال: ورب يس لا فعلت كذا. ففعل فحنث. قال المزني: لا شيء عليه, ومن قال: حانث يقول القرآن مخلوق" (٢).

وقال أبو محمد ابن قتيبة في أثناء كلامه في الجواب عما سأله أحد الجهمية: "قلتُ: ما تقول في قول الله: {وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ} [التوبة:١٤] ما هو؟ قال: آية. قلتُ: فهي عندك أمخلوقة أم غير مخلوقة؟ قال: مخلوقة" (٣).


(١) شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة (٢/ ٣٩٥).
(٢) المصدر السابق (٢/ ٣٩٤).
(٣) الاختلاف في اللفظ والرد على الجهمية (ص: ٦٧) المحقق: عمر بن محمود أبو عمر، دار الراية، ط/ الأولى ١٤١٢ هـ- ١٩٩١ م.

<<  <   >  >>