وقال أيضًا:"قال بعض علماء أهل السنة: الكلام في صفات الله صعب، والدخول فيها شديد، ومن تكلم في صفات الله بما لا يليق به، ونسب إليه ما لا يحسن في صفاته، وترك الاتباع، وآثر الاختراع ضل عن الهدى ... وقد ترك قومٌ الاقتداء، وقاسوا صفات الله بعقولهم فضلوا وأضلوا، فمن مقالتهم أن قالوا بعقولهم الناقصة، ومقاييسهم الباطلة: كما أن الله تعالى ليس في الدنيا فكذلك صفاته ليست في الدنيا. يعنون أن المصاحف ليس فيها قرآن، وأن القرآن الذي نكتبه إنما هو مداد نسود به بياضًا.
وقالوا: كما أن الله تعالى ليس في قلوبنا فكذلك صفته ليست في قلوبنا. يريدون أن ليس بموجود في الصدور، وأنّ الذي نقرأه ليس بقرآن إنما هو عبارة، وحكاية. ومن قال هذا فقد صرح بأن القرآن غير منزل.
ومذهب أهل السنة أن الله تعالى أظهر للسامعين - من ألسنة مخلوقة وأفعال مخلوقة وهي حركات الألسنة -كلامًا غير مخلوق، وكذلك يظهر من حبر مخلوق وكاغد مخلوق، وأقلام مخلوقة كلامًا غير مخلوق بلا كيف" (١).