للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومن أكثر الكلمات استعمالا، وأكثرها استخداما بعد: «الكتاب» في القرون المتقدمة كلمة: «الهجاء»، ومن يستقرئ الكتب المؤلفة في الرسم والخط لدى المتقدمين يجد أن غالب تسمية كتبهم تحمل هذا الاسم وتعنون به كما يظهر ذلك جليا عند ذكر مؤلفات هجاء المصاحف (١).

وذكر علماء اللغة لمادة «الهجاء» معنيين:

الأول: يدل على الذم، وتعديد العيوب؛ كأن يهجو الشاعر شاعرا آخر، فيعدد معايبه، وهو خلاف المديح (٢).

والثاني: هجاء الحروف، وتقطيع اللفظة بحروفها، وهو تعلم هجاء الحروف يهجّيها ... ، ويتهجاها، أو التلفظ بأسماء الحروف، لا مسمياتها، وتعداد حروف الكلمة المكتوبة (٣).

والمراد به بيان كيفية رسم الألفاظ اللغوية، وهو المقصود هنا.

ومما يلاحظ أن معظم المصادر الأولى التي ألفت في موضوع الخط والكتابة كانت تعرف بكتب الهجاء، أو هجاء المصاحف، ثم ظهر مصطلح الخط، فصار يطلق على الكتابة بعامة، وقد ألف السيوطي رسالة في علم الخط (٤). وقد يقيد بالمصحف، فيقال: خط المصحف، فتخصص بالإضافة.


(١) انظر: مبحث مؤلفات هجاء المصاحف.
(٢) انظر: أساس البلاغة للزمخشري ٦٩٦.
(٣) انظر: المخصص لابن سيده ١٣/ ٤.
(٤) مطبوعة ضمن كتاب التحفة البهية، والطرفة الشهية مطبعة الجوائب إستانبول.

<<  <  ج: ص:  >  >>