للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وظهر هذا المصطلح عند علماء المصرين: البصرة والكوفة، فأسسوا لعلم الخط ضوابط وروابط بنوها على أقيستهم النحوية، وأصولهم الصرفية، وسموها علم الخط القياسي، أو الاصطلاحي المخترع (١).

ثم ظهر استعمال مصطلح الرسم أو رسم المصحف، أو الرسم العثماني. وعلى ما يبدو ظهر استعماله للدلالة على علم هجاء المصحف في وقت متأخر، لأن المؤلفات في القرون الأولى لم تستخدم هذه الكلمة للدلالة على خط المصحف، بل إن المعاجم اللغوية لم تكن تذكر أي معنى لها يتعلق بالكتابة في مادة «رسم».

قال ابن دريد ت ٣٢١ هـ: «رسم كل شيء: أثره، والجمع رسوم» (٢).

وقال الأزهري ت ٣٧٠ هـ: «الرسم هو الأثر» (٣).

قال ابن منظور ت ٧١١ هـ: «الرسم هو الأثر، وقيل بقية الأثر، وقيل ما ليس له شخص من الآثار» (٤). وقال: «ورسم على كذا ورشم إذا كتب» (٥).

وهذا المعنى ينطبق على مرسوم خط المصحف، فهو أثر من آثار


(١) انظر: المطالع النصرية ٢٧.
(٢) جمهرة اللغة لابن دريد ٢/ ٣٣٦.
(٣) تهذيب اللغة للأزهري ١٢/ ٤٢٢، الصحاح للجوهري ٥/ ١٩٣٢.
(٤) لسان العرب ١٢/ ٢٤١.
(٥) لسان العرب ١٢/ ٢٤١.

<<  <  ج: ص:  >  >>