للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

«والكتابة عبارة عن الرسوم المخصوصة التي وضعها الصحابة رضي الله عنهم في مصحف الإمام المجمع عليه، والمكتوب كلام الله القديم المدلول عليه بصور تلك الرسوم المجمع عليها، وهي محدثة، ولما كانت كذلك توفرت الدواعي إلى نقلها، فنقلها الناس تواترا لقراءاتهم وكتاباتهم، فلا يجوز لهم أن يقرءوا قراءة تخالف صورة الخط، ولا أن يكتبوا كتابة مخالفة للرسوم التي وضعها الصحابة رضي الله عنهم في المصاحف المجمع عليها، فالمكتوب متواتر بنقل دليله المتحد» (١).

ونص ابن القاضي- وهو إمام الأئمة في علم هجاء المصاحف- على وجوب اتباع خط المصاحف، فقال:

«اعلم رحمنا الله وإياك أن متابعة مرسوم الإمام أمر واجب محتم على الأنام كما نص عليه الأئمة الأعلام، فمن حاد عنه فقد خالف الإجماع، ومن خالفه فحكمه معلوم في الشرع الشريف بلا نزاع» (٢)، ثم نقل كلام أئمة هذا الشأن، وقال:

«ولا يجوز غير ذلك، ولا يلتفت إلى اعتلال من خالفه بقوله: إن العامة لا تعرف مرسوم المصحف، ويدخل عليهم الخلل في قراءتهم في المصحف، إذا كتب على المرسوم أي العثماني، إلى آخر ما عللوا به، فهذا ليس بشيء، لأن من لا يعرف المرسوم من الأمة، يجب عليه أن


(١) انظر: المعيار المعرب والجامع المغرب للونشريسي ١٢/ ١٤٩، إيقاظ الإعلام ٢٠، بيان الخلاف والتشهير ٢٧.
(٢) انظر: بيان الخلاف ص ٢٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>