للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لا يقرأ في المصحف حتّى يتعلم القراءة على وجهها، ويتعلم مرسوم المصحف، فإن فعل غير ذلك فقد خالف ما أجمعت عليه الأمة، وحكمه معلوم في الشرع الشريف.

ومن علل بشيء فهو مردود عليه لمخالفته للإجماع المتقدم وقد تعدت هذه المفسدة إلى خلق كثير من الناس في هذا الزمن، فليتحفظ من ذلك في حق نفسه وحق غيره» (١).

ولقد تأملت رأي من قال: تكتب مصاحف بالرسم العثماني خاصة للعلماء والعارفين، وتكتب مصاحف بالرسم القياسي لعامة الناس، فظهر لي أن فيه تقسيما وتشتيتا للأمة الإسلامية، ومما يزيد في ضعف هذا القول، أنه يؤدي إلى اختلاف المصاحف، وتعددها بين قديم مأثور وحديث، ووحدة المصاحف خير من اختلافها، وتعددها يلزم منه اختلاف القلوب.

ثم إن هذا التعدد في المصاحف الذي دعوا إليه هو الذي حدا بسيدنا عثمان رضي الله عنه إلى نسخ المصاحف وإرسالها إلى الآفاق، وأتلف ما عداها بالحرق والمحو وغيرهما، فهؤلاء يريدون تفريق جمع سيدنا عثمان، وما أحرقها إلا لمخالفة رسمها رسم صحف أبي بكر، وكان إحراقها منه إعلاما بأن كل ما يخالف هذا الرسم باطل مردود (٢).


(١) انظر: بيان الخلاف ص ٢٥، ٢٦، إيقاظ الأعلام ٢٠.
(٢) انظر: رسم المصحف للفرماوي ٢٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>